مرجه (افغانستان) (ا ف ب) - اتهم الجيش الافغاني الاربعاء حركة طالبان باستخدام مدنيين دروعا بشرية لحماية انفسهم وتاخير تقدم الجنود الدوليين والافغان الذين يشنون منذ خمسة ايام هجوما في جنوب افغانستان.
وفي واشنطن، يفترض ان يعقد الرئيس الاميركي باراك اوباما مجلس حرب لتقييم أثر اول هجوم كبير تشنه قوات حلف شمال الاطلسي منذ ارسال تعزيزات في اطار الاستراتيجية الاميركية الجديدة لمكافحة التمرد في افغانستان.
ويشارك حوالى 15 الف جندي افغاني واجنبي في عملية "مشترك" ("معا" بلغة الداري) في وسط ولاية هلمند معقل طالبان.
وقالت قيادة القوات الدولية في بيان ان "عملية مشترك في الطريق الصحيح. مقاتلو طالبان يتمتعون بقدرة تكتيكية ويقاومون وهم ماكرون".
واضاف الحلف الاطلسي ان "عدد الالغام كبير جدا في هذه المنطقة والقوت المشتركة (الافغانية والدولية) يجب ان تتحرك بانتباه كبير للحد من خسائرها".
من جهته، اتهم الجيش الافغاني طالبان باستخدام مدنيين دروعا بشرية لحماية انفسهم وتأخير تقدم الجنود الدوليين والافغان.
وقال الجنرال محيي الدين غوري قائد القوات الافغانية في عملية "مشترك" ان مقاتلي طالبان "اخذوا مدنيين رهائن. انهم يضعون النساء والاطفال على اسطح المنازل ويطلقون النار". واضاف ان هذا التكتيك الى جانب زرع القنابل اليدوية الصنع في ضواحي مرجه بولاية هلمند "ادى الى ابطاء تقدم قواتنا".
وفي احد المواقع، شوهد مقاتلون يطلقون النار من نافذة منزل فيه مدنيون، حسبما ورد في تقرير عن العمليات حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه. كما شوهد طفل يبكي امام المنزل.
وقال الكولونيل شيرين شاه ان "جنودنا شاهدوا ثلاثة من مقاتلي طالبان يطلقون النار عليهم ثم يهرعون الى منازل. وبما ان قادتنا امروا بعدم اطلاق النار على المدنيين تركنا طالبان يفرون".
وكان مقاتلو طالبان اكدوا مطلع الاسبوع ان التحالف تمكن من السيطرة بشكل شبه كامل على مرجه ومحيطها، احد معاقل المتمردين الاسلاميين و"خزان" الخشخاش في افغانستان، المادة الاولية التي يصنع منها الافيون والهيرويين.
وتحصل حركة طالبان على عائدات كبيرة من هاتين المادتين.
وفي اليوم الخامس من الهجوم، بلغت حصيلة خسائر القوات الدولية اربعة جنود قتل اثنان منهم في انفجار قنابل يدوية الصنع. كما قتل 12 مدنيا خطأ. وبدأ الهجوم الذي وصفه عسكريون بانه الاكبر من حيث عدد الجنود المشاركين فيه، ضد طالبان خلال ثماني سنوات.
وقال الحلف والقوات الافغانية ان الهدف الاول هو استعادة هذه المنطقة من ايدي المتمردين ومهربي المخدرات. وبعد طرد طالبان ستقضي المرحلة الثانية من العملية باعادة سلطة كابول الى المنطقة.
ويشارك في العملية 15 الف عسكري بينهم 4400 جندي افغاني بينما معظم الباقين اميركيون وبريطانيون.
ويمكن ان تتواصل العملية على مرجه في بلدات اخرى من الولاية.