كنز حقيقي ... أم معدن زائف !!!

"
"
"
"

البشر
فى جميع بقاع الأرض ... باختلاف الأعراق والأجناس والطبقات ... يحملون بين
خلايا تكوينهم المعقد .. انواع مختلفة من المعادن ... هى ليست تلك المعادن
التى نكتسبها من الطعام او الغذاء ... وانما نوع اخر من المعادن ... نوع
نستطيع ان نقول انه نوع غير ملموس ....

لن تراه
فى تحاليل المعامل او فى أشعات الاطباء وانما ستراه بقلبك قبل عينيك ...
ستشعر به مع كل موقف وكل تواصل ... وسيكون كالطيف المحيط بصاحبه .. مصدره
فقط خلايا شخصيته ... والتى تنبع دوما بمكنونها الحقيقي مهما حاول اخفائها
...

هى
معادن مختلفة من حيث درجة النقاء والبريق ... تختلف باختلاف معدن الشخص و
ترتفع قيمته كلما كان الانسان صافيا ونقيا والعكس مع الهبوط والذهاب اللى
الدرجات الاقل نقاءاً

" معرفة الناس كنوز "
تلك المقولة التى – من وجهة نظرى - تفتقر لجوانب واقعية تجعلها غير صحيحة
بنسبة 100% ... لانها للاسف لم توضح التفاوت فى درجة نقاء الكنز ... وأى
معدن يتكون منه ذلك الكنز ... فليس كل معدن يعتبر كنزا ... وليس كل ما
يلمع ذهبا ... فالمعادن تختلف ودرجة النقاء والصفاء أيضا تتباين ... هذا
ما أدركته ولم تدركه تلك المقولة جيدا ...

وعلى النقيض تماماً تظهر لنا تلك المقولة " البعد عن الناس غنيمة " ....

فشتان بين العباراتين المتناقضتين تماماً ... وأن كان الهدف منهما واحد ... هدف (الكنز والغنيمة ) ... أى هدف المكسب الذى نترقبه دوما ونسعى ونبحث عنه فى علاقتنا بالاخرين ...

فأين نجد ذلك الكنز الحقيقي ؟؟؟؟

هل نجده فى القرب من الناس ومعرفتهم والاختلاط بهم .... أم فى البعد عنهم وتركهم والانعزال عنهم ؟؟؟

هل
نجد المكسب فى معرفة صديق جديد قد يكون لنا سندا تجده بجوارك يوما ما ...
أم نكتفى بالتقوقع داخل انفسنا ونغلق علينا ابواب التواصل خشية ان يحدث
مالا نتمناه ابدا من خسائر بسبب تلك العلاقات ...

مهلا فالاختيار ليس بالسهولة التى قد تتبادر الى اذهاننا ..

فعندما
تداهمنا دوامة الحياة بحركتها ودورانها التى تلاحق الإنسان من لحظة ولادته
... فيبدأ يوما بعد يوم باكتشاف المحيطين به من بشر باختلاف ثقافتهم
وأجناسهم وبيئاتهم ...

هنا يختار الانسان أن يسلك بين طريقين فى بناء علاقته الاجتماعية والتواصليه مع الاخرين ...

الطريق الأول ...
ان يقبل على الآخرين بشجاعة وقوة مطبقاً مبدأ أن معرفة الناس كنوز ... وأن
المكسب الذى يبحث عنه سيجده فى كثرة علاقته بالغير ... فلا يترك فرصة
ليقترب فيها من الاخرين الا وبدأ يتعرف ويتعرف ويبدأ من هنا طريقه فى
التواصل ....

لكنه فى
الحقيقة لم يدرك من البداية قصر العبارة وعدم مصداقيتها بشكل كامل لكى
يكون حذرا فى بناء علاقاته ... فيدرك متأخراً أنهم ليسوا كلهم كنوز وليست
كل معرفة الناس تستحق تلك القيمة المرتفعة من المعدن الثمين فيمر عليه فى
رحلة معرفته بالناس نوع نوع آخر من المعادن ... معدنا مزيفا ... ليس معدنا
نفيسا ً أو صافياً خالياً من الشوائب ... بل للأسف اختلط فيها أنواع أخرى
رديئة للمعادن ... معادن تتخللها الكره والأحقاد والخبث والخيانة ...

نفوس
اقل ما يقال عنها انها لا تربط للادمية سوى بالهيكل الخاجى فقط ... الذى
ننخدع فيه من البداية ... هم بشر يعيشون معنا .. لا ندرك حقيقة نفوسهم ولا
نتوقع منهم ذلك التزيف الذى يغطى جلودهم ... وتلك فى النهاية هى نتيجة
طبيعية للرغبة فى التواصل مع الجميع ... والحكم هنا ليس شموليا لانهم
شريحة ملاصقة للشريحة الاخرى صاحبة المعادن القيمة فعلا ..

""

أما الطريق الثانى ....
فهو الطريق الأسلم من وجهة نظر الكثير ... هو من أنصار تطبيق المقولة
الأخرى بأن البعد عن الناس غنيمة ... فهو يتجنب الاختلاط بالآخرين لما
يحمله داخل نفسه من شكوك صدق تلك العلاقات وخلوها من الشوائب ...

فأدرك
من بداية عهده بالحياة أن معدن الناس ليس نقيا او صافيا تماما ... ولكنه
اخطأ عندما حكم بالشمولية على الجميع بأنهم جميعا أصحاب معادن رخيصة وقرر
على ذلك الاساس الانعزال وحيدا ... والذى يؤدى فى الحقيقة الى افتقاده
لطبقة منهم قد تكون الأقرب للكمال ... فليس هناك من هو كامل ... ولكنهم
على أقل تقدير يستحقوا لقب (الكنز) المذكور فى العبارة بدرجاته الأشد نقاءاً ...

كما
أن تجنبه لهم بسبب هواجسه وشكوكه يفقد بسببها القدرة على التعامل مع
الاخرين واستكشاف شخصياتهم والتواصل معهم ... وخسارة خبرة الحكم على
الاخرين ... ويترتب عليه أنه يصبح حائرا تائها فى تحديد معدن المحيطين به
ويختلط عليه جميع الدرجات وتتساوى امام عينيه بريق المعادن ... ولا يرى
منه سوى لمعانه فقط ... الذى يحمل بين طياته الحقيقة ... والتى بالطبع لن
يستطيع ادراكها ...

قد
يكون التوازن بين المقولتين مطلوب قى مثل ذلك الامر المحير ... ولكننا لن
نستطيع الجزم باننا لن نقابل تلك المعادن الرخيصة اذا اخذنا حذرنا
واحتياطنا ...

ليبقى فى النهاية الصراع قائما بين الرغبة والرهبة فى حدود التعامل والتواصل بانواعه مع الاخرين ...

ويبقى الكنز دوما مفقود ... تائها فى معادن الناس ...

جفت احبار اقلامى من كثرة روائع هذا التبيان ...لما فيه من معرفه بواطن الناس وظواهرها

تسلمى بجد على الموضوع الجميل دة ..لان فعلا دا ملخص احوال الناس ...

ارجو قبول مرورى

طبعا مرورك مقبول يامستر ايمن
تسلم ع المرور

بصراحه مش عارف اقول ايه
موضوع اكتر من رائع
تسلم ايدك ياورده
ونصيحه منى ثبتيه